قارن بين المشكلة والإشكالية؟ مقالة مقارنة


I/المقدمة (طرح المشكلة):الخطاب الفلسفي مبني على التساؤل الذي يقتضي إيجاد حل مقنع، والأسئلة أنواع،فمنها السهلة الإجابة كالأسئلة المبتذلة،وأسئلة المكتسبات العلمية،وصنف أسئلة الوضعيات العملية ،وهناك صنف الأسئلة الانفعالية التي تدفعنا إلى الحيرة والتوتر النفسي تثير فينا دهشة وإحراجا ،وهذا الصنف من الأسئلة قد يتحول إلى مشكلة،أو حتى إشكالية، وهذه النظرة توحي بوجود تشابه بين المشكلة و الإشكالية، لذا:ما هي أوجه التشابه والاختلاف بينهما؟ بل ما العلاقة بين من يقول هل الإنسان متناه أو لا متناه ؟ ومن يقول هل الإنسان حر أم مقيد ؟





IIالتوسيع(محاولة حل المشكلة)
أوجه الاختلاف: إن الدراسة النقدية لكل من المشكلة والإشكالية تجعلنا نؤمن بوجود نقاط اختلاف جوهرية، ويمكن حصرها فيما يلي:



- التأثير في النفس ورد الفعل: الإشكالية معضلة فلسفية تسبب ضيقا،وتثير إحراجا وقلقا نفسيا،فيصبح الباحث مشوش الفكر لعدم تمكنه من إيجاد حل مقنع، أما المشكلة فهي قضية فلسفية تمتاز بالغموض والالتباس، وتثير الدهشة في نفس الباحث الذي يتجاوزها عن طريق إزالة الشعور بالحيرة، مندفعا نحو البحث عن حل مقنع كما يقول جون ديوي:"إن التفكير لا ينشأ إلا إذا وجدت مشكلة والحاجة إلى حلها".
- محاولة إيجاد الحل:تمتاز الإشكالية بالحل المفتوح، فلا يمكن للباحث أن يصل إلى جواب مقنع،لأنه سيجد نفسه عالقا بين النقيضين،فالإشكالية تقبل الإثبات أو النفي،كما أنها تقبل الإثبات والنفي معا، ومثال ذلك قولنا:من الأسبق البيضة أم الدجاجة؟هل الإنسان حر أم مقيد؟هذا النوع من التساؤل يجعل الباحث عاجزا عن الوصول إلى حل مقنع، أما المشكلة فهي تمتاز بوجود حل لأن الباحث سيلجأ إلى توظيف الفكر من أجل الخروج بالحل الأقرب إلى الصواب، والذي سترجح له الكفة، وسيجد أن العالم بمعظمه متفق على أن الإنسان متناه، وبالتالي سيميل إلى هذه الإجابة بكامل قناعته، أما الاحتمال الثاني وهو أن الإنسان لا متناه فإنه يختلف حسب الاعتقاد.
- المجال والنطاق:تمتاز الإشكالية باتساع المجال،أما المشكلة فهي أضيق مجالا،فالأولى هي بمثابة المصدر الذي تتفرع منه قضايا جزئية، وبالتالي فإن المشكلة هي الجزء الذي ينضوي تحت الإشكالية،ومجموعة من المشكلات تكون إشكالية.

أوجه التشابه: بالرغم من وجود نقاط اختلاف جوهرية بين المشكلة والإشكالية إلا أن هذا لا يمنع من تسجيل نقاط اتفاق جوهرية، فكلاهما من إبداع الفكر الإنساني الذي يوظف التساؤل من أجل المعرفة، إضافة إلى أن كلاهما تعبير عن حالات انفعالية فكرية تنطلق من الدهشة، فهما عبارة عن سؤال فلسفي يعالج مواضيع ما وراء الطبيعة،كالحرية،السعادة،الشجاعة، القيد، التعاسة، الخوف، كما تعمل المشكلة والإشكالية على تنمية الفكر البشري، ودفعه إلى البحث.

     
أوجه التداخل:
من خلال ما سبق يتبين لنا أن الإشكالية مجموعة كلية تضم مجموعة من المشكلات، فالعلاقة التي تربط الإشكالية بالمشكلة كعلاقة المصدر الأصلي بالعناصر الجزئية،حيث أن كل إشكالية فلسفية تتفرع إلى مشكلات.



III/-الخاتمة(حل المشكلة):
ختاما وانطلاقا مما سبق ذكره يمكن التأكيد أن دراسة كل من المشكلة والإشكالية تجعلنا نعتقد بوجود الاختلاف، لكن النظرة التأملية توحي بوجود التشابه والتداخل بينهما، والإشكاليات هي جوهر الفكر الفلسفي الذي ينحصر فيه مجموعة المشكلات الثانوية،وكل مشكلة تضم أسئلة من صنف الأسئلة الانفعالية التي تمثل الجزء من المشكلة،ومن خلال ذلك يمكن القول أن الإشكالية والمشكلة والسؤال بمثابة الشجرة،جذعها يمثل الإشكالية،تتفرع منها أغصان بمثابة مشكلات،وكل في غصن جملة من الأوراق التي تمثل الأسئلة الانفعالية.

 تحميل مقالة برابط مباشر :




       لمزيد من مقالات اضغط هنا  اي استفسار ضعه في تعليق  الله ينجحك ولا تنسونا من دعائكم لنا

ليست هناك تعليقات